سانتياغو كالاترافا فايس (بالإسبانية: Santiago Calatrava Valls، ولد في 28 يوليو 1951، بلنسية، إسبانيا) مهندس معماري ونحات إسباني، معروف عالمياً بمشاريعه ذو الطابع المستقبلي مثل محطات السكك الحديدية والجسور، والتي لها دائماً حلول هيكلية فريدة. مكتبه الرئيسي يقع في زيورخ بسويسرا، المكاتب الأخرى تقع في باريس ونيويورك وأماكن أخرى حول العالم. من أشهر مشاريعه مدينة الفنون والعلوم في بلنسية وجسر ألاميو في إشبيلية ومجمع أثينا الأولمبي الرياضي ودار الأوبرا في جزر الكناري.
الحياة المهنية
كانت حياة كالاترافا المهنية في أول حياته المعمارية مكرسة لحد كبير لتصميم الجسور محطة ومحطات القطار وقد كان برج الاتصالات في برشلونة في العام 1992 نقطة تحول في حياته المهنية، مما أدى إلى مجموعة واسعة من النقد والنقاش. وقد كان مشروع متحف الفن ميلووكي (Milwaukee Art Museum) كان أول بناء له بالولايات المتحدة. بدأ كالاترافا دخول عالم تصميم المباني شاهقة الارتفاع مع تصميم مبتكر ل 54 طابقاً ارتفاع برج بتحريف، في مبنى الجذع المتحول (Turning Torso)، في مالمو، السويد. يصمم كالاترافا حالياً محطة القطار المستقبلية – مركز التجارة العالمي للنقل هوب – في البرجين في مدينة نيويورك.
الأسلوب
أسلوب كالاترافا يجمع بين مفهوم الهندسة المعمارية والتفاعل مع مبادئ الهندسة الإنشائية ،أسلوبه شخصي جداً مستمد من دراسات عديدة للعالم الطبيعي وغالبا ما تكون أشكال أعمالة مستوحاة من الهياكل الموجودة في الطبيعة. يعتبر من أحد أهم المعماريين الإسبان، التي تضم فيليكس كانديلا وأنطونيو غاودي.
عمارة وتكنولوجيا
كالاترافا يستفيد من التقنيات والمواد المبتكرة، يحب الاختراع. ولكن هذا الابتكار ليس من محض الخيال، بل له جذور من تكوين المهندس في وطنه. وقد يكون هناك اعترض لان ذلك لم ينعكس في أنماط الهياكل والتي تشكل حتما تقليد للطبيعة من خلال الأدوات التكنولوجية المتاحة الآن للرجل المعاصر.
في أوائل مهنته، معروف تأثير أعمال لي كوربوزيه على كالاترافا. ولكن هذا التأثير لم يسفر عنه أشكال مقلدة، لأن أسلوب كالاترافا فريدة ويسهل التعرف عليها. في أعمال كالاترافا غالبا ما يبدو بوضوح أنة يقترض أشكال الطبيعة الصعبة. ومن المرجح أن علاقته الفنية كنحات قد أدت على نحو ما إلى أغناء مرجعة المعماري بالبلاستيكية وتعلم أيضاً كيفية إعطاء الاستقرار للأحجام الصلبة.
النقد
يجمع النقاد والمراقبون في كل أرجاء العالم بأن كالاترافا يمثل حالة فريدة في عالم الفن المعماري. ذلك أنه منذ أكثر من عشرة سنوات كان موضع جدل عالمي حول إنتاجه وحول فكره، أنما ما يميز المهندس أولاً كونه مهندساً معمارياً ومهندساً مدنياً في آن واحد، فضلاً عن كونه رساماً ونحاتاً من الطراز الأول.
منذ عام 1979 حتى يومنا هذا أنجز كالاترافا حوالي 200 مشروع تم تنفيذ أكثر من 60 منها. تكمن قوة مشاريعه بكونها توافق بين الفكر التمثيلي والفكر الابتكاري من ناحية والمعرفة التقنية من ناحية أخرى، لقد ابتكر كالاترافا أبجدية معمارية شكلية وفضائية تجسد فنه في أبعاده الثلاثة وفي الوقت عينه، تحمل هذه الأبجدية شحنة قوية من الرموزية فهو يعترف بأن كل مشروع من مشاريعه هو بمثابة اختبار حيث يغدو المشروع ذاته عنصراً اشكالياً وبحثاً فنياً في آن واحد، وهذا ما يسمح له بالانكباب بفعالية على التعقيدات المعاصرة ليس بواسطة نمطية معمارية معينة بل من خلال مشاريع يرديها مثالية بحيث أنها إشارات جديدة من السهل التعرف عليها ضمن محيطها المدني الشاسع. وبالفعل تظهر مشاريع كالاترافا رغبته أولا بجعل الفن المعماري فناً معترفاً به من قبل المجتمع وثانياً برغبته بمنح العمل المعماري والعمل الفني المعاصرين هوية قوية، فبالرغم من كون مهندساً فريداً من نوعه فهو يذكرنا بكبار المهندسين المدنيين الذين شهدهم القرن العشرين من أمثال إيغل ونيرفي (Pier Luigi Nervi)، بيد أنه وبفعل التقنيات المتاحة في عصرنا ذهب كالاترافا بعيداً في نحت تصاميمه ما جعله يحمل، لدى الكثير، لقب المهندس النحات.
يستخدم كالاترافا المسطح بطريقة كلاسيكية فالمسطح بالنسبة له هو عنصر أساسي لتنظيم الفضاء بشكل عقلاني بينما يعتبر المقطع كمولد لشكلية المبنى المعقدة، إن المقطع هو العنصر الجمالي الذي يمنح المبنى جماليته.